:: ياليـــــل::
في الليل ..
تكثر الآهاتــ ..
و في الليل ..
تزداد الأنَّاتـ ..
و في الليل ..
و في الليل ..
و في الليل ..
يبُثُ العاشقون شجونهمـ ..
ويسكبون عَبَرَاتهمـ ..
ويرسلون عِباراتِهمـ ..
إيهِ يا ليل ..
كمـ أساء لك العاشقون ..
أهديتهم السكون ..
فقابلوك بالنحيب !
يا ليل ..
ما أعظم خالقك !!
يا من هِمتُ بصمته وسكونه ..
وإذا اعتراني الهمُّ كان أقرب إليَّ ..
إنه الليل ..
أنيسُ العُبَّاد ..
صدى القُرَّاء ..
يا ليــ ـ ـ ـل ..
إليك هذه الكلمات
ياليل يا بحر السكون ماذا طويت من القرون?
كم أمةٍ ودعتها صارت حكايا أو ضنون
لم يبقْ منها شاهدٌ وبقيتَ آلاف السنين
تتلو كتاب وجودنا في طيه سرٌ دفين
في طيه عبرٌ وآياتٌ تُردد كل حين
طوراً تلاقي مُعرضاً أو يهتدي فيها الفطين
أبقاك ربُك شاهداً للناظرين المهتدين
ياليل من يثني عنانك كيفما يبغي تكون؟
ياليل من يوليك بالإصباحِ في حقٍ مبين؟
أنشاك ربُك راحةً يا مسكناً كل العيون
يا مُأنس العبَّاد في سحرٍ وقد رفعوا الأنين
كم رتل الآياتِ عبدٌ حاذرٌ ريب المنون
جاروا إلى رب الورى باري الخلائق أجمعين
سالت دموعهمُ على الخدين من خوفٍ مكين
ما أعجب الليل الذي خضعت لسطوته الجفون!
مازال يؤنسوني فما يهتز من حسٍ قليل
أوحى إليَّ بألف معناً لم أكن فيها ضنين
فحديثه الصمت العميقُ وصخبهُ هذا السكون
كم فتَّق الأفكار صمتٌ موغلٌ عبر السنين؟
كم فجّر الإبداع في قلبِ إلتوى فيه حزين؟
ياليل يا مستودع الأسرارِ يا موج الضنون
كم مقلةٍ خافت دياجير الظلام المستكين؟
حسبتهُ أشباحاً وراحت ترتجي فيه المعين
لم تدر أن الفجر يطردهُ أمام الناظرين